تقول القصه التي بعثت لي بها إحدى الصديقاات ..
أقبلت عليهم كملكة في موكبها , تتهادى في خطواتها وتختال في مشيتها . بدت كملاك يمشي على الارض بذلك الفستان الذي خاطته لها والدتها طوال السنوات الثلاث السابقه . أمسك بيدها ونظرت لعينيه , وبدوره بادلها نظره مليئه بالرضاا.. لطالما لاحقها بتلك العينين , كان يعلم سر انجذاب زميلاته إليه دون غيره وتأكد دوما أن وسامته الاجتماعي قد لعبا دورا كبيرا في ذلك . ولكن كانت سلمى تختلف عنهن جميعا , حاول بشتى الطرق أن يلفت انتباهها إليه ولكن كانت محاولاته تبوء بالفشل , لم تكن تجرح شعوره بل كانت تصده بلطف رافضه أي علاقه عابره تحت مسمى الصداقه. كانت فتاه متزنه ومستقيمه, أحبته بصدق ومع ذلك لم تسمح لذلك الشعوور بأن يجرفها للخطأ, فقد كانت تؤمن بأن كل مايبدأ بخطأ فسوف ينتهي بخطأ لا محاله , وفضلت أن تبتعد عنه فطلبت نقلها للفرع الثاني للشركه . وبعد مضي شهر حضر برفقة والديه طالبا يدها, فقد أحس بأنها الوحيده التي ملكت قلبه وعقله . سرحت بفكرها قليلا . وتذكرت أيام الخطوبه .. كم كانت أياما جميله .. كل يوم فيها احلى من سابقه .. كان " أحمد" يفاجئها بالهدايا والزهور .. ولطالما أحبت عبيرها وشذاها .. ابتسمت لدى تذكرها أول مره قام بزيارتهم فيها بعد الخطبه .. فقد احضر لها باقه من الزهور المتنوعه . جلسا سويا ولم ينطقا بكلمه واحده . كانت عيناه موجهه نحوها.. أخذ يتأملها بهدوء.. وحاولت ان تكسر الصمت بحديثها عن العمل ولكن دون فائده, أحس بارتباكها فابتسم واستأذن بالانصراف ".. .. تنبهت فجأه عندما همس بإذنها: سلمى لقد حان وقت العشاء ياعزيزتي ..
غادرا القاعه وتوجها لغرفة الطعااام .. جلساا على مائده فاخره .. متقابلين . أخذت تتأمله وهو يأكل بنهم .. كان جائعا .. فلم يأكل شيئا منذ الصبااح لانشغاله بتحضير مراسم الزفاف .. كانت سعيده جدا, ولكن كلما نظرت لوجهه أحست بشعور غريب لم تعرف مكنونه قط .. أخذت تطرد الهواجس عن خاطرها ثم قامت من مقعدها .. وجلست قريبه منه .. نظر إليها نظره حنون.. فأحست برغبه قويه في البكاء . لم تستطع منع دموعها فأطلقت لها العنان .. سالت دمعه على خدها .. فأخذ يمسحها بلطف وكأنه يطمئنها بأنه قربها وسيظل للابد ..
أخذت تتساءل عن السر الكامن وراء هذا الشعور ؟ ربما هو الحزن لفراق والدتها .. ولكن .. مااحتارت لامره هو انها لاتحس بذلك إلا عند النظر لوجهه .. ذلك الوجه البريء المملوء بالود! استعاذت بالله وأخذت تتمتم بالادعيه حتى احست بنوع من الارتيااح ..
انتهت مراسم الزفاف , وسط الاهل ودموع الامهات .. حتى ركباا السياره وبدآ بالانطلاق . كانا قد اتفقا على الاقامه في فندق مقابل للحرم المكي الشريف ... فتوجها إليه فورا . أخذ يخبرها عن الفندق الذي قاام بحجزه .. وعن الغرفه التي سيقضيان فيها ليلتهما الاولى ..... كان فكرها مشغولا ولم تنبه لكلماته .. قاطعته .. قالت انها تريد أن تتحدث معه في موضوع غريب لم تفهمه .. أوقف السياره وطلب منها انتظاره .. فسيحضر لها شيئان ولن يتأخر .. لم تفهم سبب خوفها .. حاولت منعه ولكن دون جدوى.. دخل محلا تجاريا كبيرا في الجهه المقابله للشارع العام .. كاد القلق يقتلها .. لولا ظهوره في آخر لحظه .. حاملا بااقه كبيره من الورده الاحمر .. البالغ الروعه .. ابتسمت له .. فأخذ يشير إلى الباقه التي بيده مبتسما .. لم ينتبه للحافله التي كانت تتجه نحوه بسرعه بالغه.. قذفته عاليا وعااد ماتبقى منه ليرتطم بالارض .. صرخت لهول مارأته عيناها ..هرعت صوبه , ومسحت على رأسه كطفل صغير .. لمحت ورقه بيده .. كانت عباره عن بطاقة اهداء .. فتحتها وقرأت ماكتب فيها: "عزيزتي , لولاك ماعرفت طعما لحياتي .. ولولاك ما اكتشفت ذاتي .. لك كل الحب .. حييت أم بعد مماتي .." اعتصرها الالم وبكت .. لم تبك يوما كما بكت في تلك الليله ...حينها فقط أدركت سر الضيق الذي كان يلازمها .. فقد أحس قلبها الصغير .. بقرب فراق نصفه الثاني .. والآن بعد أن رحل .. لم يبق منه سوى ورقه .. وباقه ورد متناثره ..
ولكن لم يكن قلبها قويا كفايه ليطيق الحياه بعد فراقه .. لذلك لم تتركه يرحل وحيدااا ..
ولحقت به بعد ايااام من وفاة حبيبها ..
القصه منقوله من جريده الخليج
الثلاثاء مارس 18, 2008 6:15 pm
